رحلة ابن فضلان هي أقدم نص لرحلة قام بها عربي إلى الأصقاع البعيدة في العالم، فبلغ بلاد الترك والروس والصقالبة (السلاف) سنة 921 م.
أهمية هذه الرحلة أنَّها تُزَوِّدُ تاريخَ العالم بشذراتٍ نادرة من أنماطِ معيشةِ شعوبٍ قلَّما سُجلت، فتسدُّ ثغرةً تاريخيةً في هذا المجالِ. ويعتبر ابن فضلان رائداً في الإشارة إلى تاريخ الشعوب السلافية، والروس منهم على وجهِ الخصوص. تكشف هذه الرحلة عن الهوَّة الفادحة بين المستوى الحضاري الذي خرج منه هذا السفير، وبين الأقوام والشعوب التي حلَّ في ظهرانيها، وكانت ما تزال في طور التوحّش.
قيل الكثيرُ في هذه الرحلةِ وتُرجمت أكثرَ من مرةٍ إلى معظم اللغاتِ الأساسيَّةِ في العالم. أما هذه الطبعة فهي الأولى من نوعها في العربية لما جمعته من أصداء عن الرحلة شغلت حيّزاً ملحوظاً في كتب التراث الجغرافي العربي، فضمتها إلى دفتي الكتاب، من ذلك الاستشهادات المطولة لياقوت الحموي، وكذلك القزويني الذي لم يكن معروفاً لدى الباحثين أنه استخدم في مراجعه نص ابن فضلان.
|