للقدس مكانة خاصة عند معاوية بن أبي سفيان [ القدس ]



تمت مبايعة معاوية بن أبي سفيان 1 حسب ما ذكر الطبري و المسعودي و أبو الفداء في القدس، حيث كانت للقدس عنده مكانة خاصة تجلت في كونه كان دائم التردد عليها و التبرك بها 2.
1 : معاوية بن أبي سفيان: مؤسس الدولة الأموية: معاوية بن أبي سفيان صخر ابن حرب، القرشي الأموي (20 ق. هـ- 60هـ= 603 - 680م): مؤسس الدولة الأموية في الشام، وأحد دهاة العرب المتميزين الكبار. كان فصيحا حليما وقورا. ولد بمكة، وأسلم يوم فتحها (سنة 8هـ) وتعلم الكتابة والحساب، فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه. ولما ولي (أبو بكر) ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح مدينة صيداء وعرقة وجبيل وبيروت. ولما ولي عمر جعله واليا على الأردن، ورأى فيه حزما وعلما فولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه). وجاء (عثمان) فجمع له الديار الشامية كلها، وجعل ولاة أمصارها تابعين له. وقتل عثمان، فولي (علي بن أبي طالب) فوجه لفوره بعزل معاوية. وعلم معاوية بالأمر قبل وصول البريد، فنادى بثأر عثمان واتهم عليا بدمه. ونشبت الحروب الطاحنة بينه وبين علي. وانتهى الأمر بإمامة معاوية في الشام وإمامة علي في العراق. ثم قتل علي وبويع بعده ابنه الحسن، فسلم الخلافة إلى معاوية سنة 41هـ. دامت له الخلافة إلى أن بلغ سن الشيخوخة، فعهد بها إلى ابنه يزيد، ومات في دمشق. له 130 حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على أربعة منها وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة. وهو أحد عظماء الفاتحين في الإسلام، بلغت فتوحاته المحيط الأطلسي، وافتتح عامله بمصر بلاد السودان (سنة 43). وهو أول مسلم ركب بحر الروم للغزو. وفي أيامه فتح كثير من جزائر اليونان والدردنيل. وحاصر القسطنطينية برا وبحرا (سنة 48) وهو أول من جعل دمشق مقر خلافة، وأول من اتخذ المقاصير (الدور الواسعة المحصنة. والمقصورة كذلك: كِنٌّ في المسجد يقصر على الخليفة لحمايته. كسرى: لقب ملوك الفرس). وأول من اتخذ الحرس والحجاب في الإسلام. وأول من نصب المحراب في المسجد. كان يخطب قاعداً، وكان طويلاً جسيما أبيض. وضربت في أيامه دنانير (عليها صورة أعرابي متقلد سيفا). وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إذا نظر إليه يقول: هذا كسرى العرب!.
2 : انظر: الزركلي، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء، بيروت: دار العلم للملايين، 1999، جـ 7، ص. عارف العارف، المفصل في تاريخ القدس، القدس: مطبعة المعارف، 1961، ص. شمس الدين الكيلاني و محمد جمال باروت: الطريق إلى القدس، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 2000، ص 119.