صارَ وصفُ الضّرّ ذاتيّاً لهُ | عن عَناء والكلامُ الحيّ لَي |
كهِلاَلِ الشّكّ لولا أنَهُ | أنّ عَيني عَيْنَهُ لم تتأيْ |
مِثْلَ مسلوبِ حياةٍ مثلاً | صار في حُبِّكُمُ مَلسوبَ حَي |
مُسْبِلاً للنأي طَرْفاً جادَ إن | ضَنّ نَوءُ الطّرْفِ إذ يسقط خَي |
بَيْنَ أهلِيهِ غَريباً نازحاً | وعلى الأوطانِ لم يعطِفْه لي |
جامِحاً إنْ سِيمَ صَبراً عنكُمُ | وعليكُمْ جانِحاً لم يتَأيْ |
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا | يا صاح وَاِنتَهب اللَذات مُصطَبِحا |
وَطُف بِها بِنت كَرم طابَ مُشربها | عَلى كِرام أَسروا وَالهَوى فَضَحا |
شَمس تَجَلَت إِلَينا في سَما قَدح | جَنح الدُجى وَزِناد الشُهب قَد قَدَحا |
وَأَشرَقَت وَالجَواري الزُهر تَغرَق في | بَحر المَجَرة لَما حُوته سبحا |
حَتّى اِنثَنى جَيش نَجم الأُفق مُنهَزِماً | وَالدَلو بَعداً عَن الأَوطان قَد نَزَحا |
وَقَد غَدا صارم المَريخ يَلمَع في | كَف الثُريا وَلِلجَوزاء قَد ذُبِحا |
كَم شَق مِن جَبهة صَفحاً وَجارَ وَعَن | قَطع الذِراع غَداة الضَرب ما صفحا |
وَعاين الطَرف ان الفرقدين عَلى | عَزل السماك وَنَهب البَلدة اِصطَلَحا |
وَالمُشتَري قَد غَدا بِاللَهِ مُحتَسِباً | في أَمرِهِ مُذ رَأى الميزان قَد رَجحا |
وَما رَعى حَمل الأَفلاك سُنبلة | وَالثَور لِلحَرب مِن غَيظ يَدير رَحا |
وَاللَيث يَسطو فَيَسمو كُل مَنزِلَة | بِبَأسِهِ فَرَماهُ القَوس فَاِنطَرَحا |
ثُم اِنجَلى نَقع ذاكَ اللَيل حينَ بَدا | وَجه اِبن عَون وَنور الصُبح قَد وَضحا |
يا أهيل الجزع ما أغناكم | عن حيا الأنواء طلاً وركاما |
فابعثوا نحوي إذن رائدكم | إن نوء الطرف عندي قد أقاما |
وابعثوا أشباحكم لي في الكرى | إن أذنتم لجفوني أن تناما |
ومديرٍ لحظ عينٍ كلما | شام برق الشام اشتاق الشآما |
مغرمٌ في ساكنيه لم يزل | مستهماً في هواها مستضاما |
كيف يختارُ البقا يوم النقا | وهو من دون الحمى يلقى الحماما |
سَقَا الطَّرْفُ وَادِي مِصْرَ طوفَانَ أدْمُعِي | وَحَامَ عَلْيهَا نَوْءُ تَمِّ وَمُرْزِمِ |
وَقَادَ إلَيْهَا الرّيحُ في كُلّ بُرْهَةٍ | نَجَائِبَ غَيْمٍ بَيْنَ بِكْرٍ وَأيِّمٍ |
فَكَمْ في حِمَاهَا مِنْ فُؤَادٍ مُعَذَّبٍ | وَكَمْ في ذُرَاهَا مِنْ مَشُوقٍ مُتَيَّمِ |
مرَاتعُ غزلانٍ وَمَغْنَى حَمَائِمٍ | ودوحةُ أغْصَانٍ وَهَالاَتُ أنْجُمِ |