غير مستحسن وصال الغواني | بعد ستين حجة وثمان |
كل علم مفرق في البرايا | جمعته معرة النعمان |
عللاني فإن بيض الأماني | فنيت والظلام ليس يفاني |
إن تَنَاسَيْتُما وِدادَ أُناسٍ | فاجعَلاني مِن بعضِ مَن تَذكُرانِ |
رُبّ ليلٍ كأنّه الصّبحُ في الحُسْ | نِ وإن كانَ أسْودَ الطّيلَسانِ |
قد رَكَضْنا فيه إلى اللّهْوِ لمّا | وَقَفَ النّجْمُ وِقْفَةَ الحَيْرانِ |
كمْ أرَدْنا ذاكَ الزّمانَ بمَدْحٍ | فشُغِلْنَا بذَمّ هذا الزّمَانِ |
فكأني ما قلْتُ والبدْرُ طِفْلٌ | وشَبابُ الظّلْماءِ في عُنْفُوانِ |
ليلتي هذه عُروسٌ من الزّنْ | جِ عليها قلائِدٌ مِن جُمانِ |
هَرَبَ النّوْمُ عن جُفونيَ فيها | هَرَبَ الأمْنِ عن فؤادِ الجَبانِ |
وكأنّ الهِلالَ يَهْوى الثّريّا | فهُما للوَداعِ مُعْتَنِقانِ |
قال صَحْبي في لُجّتَينِ من الحِنْ | دِسِ والبيدِ إذْ بدا الفَرْقَدانِ |
نحنُ غَرْقَى فكيف يُنْقذُنا نجْ | مانِ في حَوْمةِ الدّجى غَرِقانِ |
وسُهَيْلٌ كوَجْنَةِ الحِبّ في اللّوْنِ | وقَلْبِ المُحِبّ في الخَفَقَانِ |
مُسْتَبِدّاً كأنّه الفارِسُ المُعْ | لَمُ يبْدو مُعارِضَ الفُرسانِ |
يُسْرِعُ اللّمْحَ في احْمِرارٍ كما تُسْ | رِعُ في اللّمْحِ مُقْلَةُ الغَضْبانِ |
ضَرّجَتْهُ دماً سيوفُ الأعادي | فبكَتْ رَحْمَةً له الشِّعْرَيانِ |
لو تأتّى لنَطْحِها حَمَلُ الشّهْ | بِ تَرَدّى عن رأسِه الشَّرَطانِ |
أو أراد السّماكُ طَعْناً لها عا | د كسِيرَ القَناةِ قبْلَ الطّعانِ |
قد أجَبْنَا قَوْلَ الشّريفِ بقوْلٍ | وأثَبْنَا الحَصَى عنِ المَرْجانِ |
أطْرَبَتْنا ألْفاظُهُ طَرَبَ ال | عُشّاقِ للمُسْمِعاتِ بالألْحانِ |
فاغْتَبَقْنا بيْضَاءَ كالفِضّةِ المَحْ | ضِ وعِفْنا حَمْراءَ كالأرْجُوانِ |
فاقْتَنِعْ بالرّوِيّ والوَزْنِ منّي | فهُمومي ثقِيلَةُ الأوْزانِ |
من صُروفٍ ملَكنَ فكري ونُطْقي | فهْيَ قَيْدُ الفؤاد قَيْدُ اللّسانِ |
يا أبا إبراهيم قَصّرَ عنكَ الشّعْ | رُ لمّا وُصِفْتَ بالقُرآنِ |
سَقى الشَرَطانِ جَزعَكِ وَالثُرَيّا | ثَراكِ بِمُسبِلٍ خَضِلٍ رَوِيِّ |
فَكَم لي مِن هَواءٍ فيكِ صافٍ | غَذِيٍّ جَوُّهُ وَهَوىً وَبِيِّ |
تَشَكّى الأَينَ مِن نِصفٍ سَريعٍ | إِذا قامَت وَمِن نِصفٍ بَطِيِّ |
اسبكرت : | تمّت واعتدلت |
طلاع : | طلاع الشيء: ملؤه |