وصف جامع الأقمر [ القاهرة ]



بناه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية في مصر . تولى الخلافــة سنة 495هـ ( 110م) وظل فيها حتى وفاته سنة 524 هـ(1130م). وهو جامع صغير . وكان قد ولد في 13 المحرم سنة 490 هـ (1097م) وتولى الخلافة يوم وفاة ابيه الخليفة المستعلي في 17 صفر سنة 495هـ (1101م) وهو طفل عمره خمس سنين بتدبير الوزير الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي الذي كان قائما على شئون الدولة وخليفتها غير المتوج. وظل الآمر على كرسي الخلافة حتى وفاته في ذى القعدة سنة 524 هـ(1130م).
تم بناء الجامع سنة 519هـ (1125م) وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي المعروف باسم المأمون البطائحي، وقد تولى الوزارة بعد وفاة الأفضل سنة 515هـ (1121م)، وظل قائماً بشؤون الدولة إلى أن قبض عليه الآمـر وسجنه سنة 519هـ ( 1125م) وانفرد بالحكم دون منافس. ودون ابن فاتك اسمه إلى جانب اسم الخليفة الآمر في النصوص الكتابية التسجيلية بالخط الكوفي الدقيق على واجهة المسجد. لم يكن في أول أمره مسجدا جامعا، ولم تلق على منبره خطبة الجمعة الا في رمضان سنة 799هـ (1396م) بعد أن أصلحه وجدده الامير يلبغا السالمي وفي أعقاب الحملة الفرنسية تصدع الجامع وأصلحه سليمان أغا السلحدار. وفي نهاية القرن 19 كان في حالة متخربة 1.
واجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر،وباقي الجامع مبني من الداخل بالطوب والواجهة منحرفة لتساير خط تنظيم الشارع. ويمتاز جامع الاقمر يمتاز بجمال زخرفة الواجهة التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد القاهرية. ويشاهد في زخارفها أول استعمال للمقرنصات كعنصر من عناصر الزخرفة المعمارية الاسلامية.
صحن الجامع مكشوف يحيط به أربعة أروقة اكبرها رواق القبلة الذي يستمل على ثلاث بوائك عقودها ترتكز على أعمدة من الرخام، والأسقف مغطاة بقباب ضحلة منخفضة وهو عنصر جديد يُبين كيفية تطور تغطية الأروقة في جوامع القاهرة. وقد شاع استخدام هذا الأسلوب فيما بعد في مساجد العصر العثماني.
يقوم المحراب في صدر الجامع برواق القبلة.. عقده مكسو برخام ملون دقيق تعلوه لوحة تذكارية تسجل أعمال تجديد الجامع التي أجراها الأمير يليغا السالمي سنة 1396م بأمر السلطان برقوق. ويشير النص الكتابي أن اعمال التجديد شملت اقامة المئذنة وعمل المنبر.
وقد أجريت اعمال تجديد تالية على الجامع قام بها الأمير سليمان اغا السلحدار سنة 1821 في أيام محمد علي باشا. وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم الجامع وتجديده والحفاظ على زخارفة في الفترة من سنة 1928. كما قام المجلس الأعلى للآثار بتجديده وازالة المباني التي كانت أمام واجهته بحيث ظهرت زخارف الواجهة كاملة. والأقمر من الجوامع المعلقة فعندما بنى كان تحت حوانيت، ويعد من مفاخر العمارة الإسلامية الفاطمية. يقع الجامع حالياً في شارع المعز لدين الله بالنحاسين بقسم الجمالية. ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة 2 3.
1 : علي مبارك: الخطط التوفيقية، ج 2 ، ص 12 - ج4 ص 60. حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية . ج1 ص 69 - 73. كمال الدين سامح: العمارة الإسلامية في مصر. ص 28 - 29. عبد الرحمن زكي: القاهرة ؛ تاريخها وآثارها . ص 56. ابن الحمد فرغلي: دليل موجز لأهم الآثار. ص 214 - 218. حسن الباشا: مدخل الى الآثار الإسلامية. - القاهرة : 1979 . ص 234. سعاد ماهر: مساجد مصر ج1 ص 314 - 325. . Creswell, K.A.C.: Muslim atch. Of Egypt ( MAE) . Vol 1, 241 - 246. . Williams, C.: The Mosque of al- Aqmar.- [ in Muqarnas, Vol.1, 1983. 43-52.
2 : مسجل . أثر برقم 33. ( الخريطة 1 - الموقع على الخريطة م 3 ح)
3 : فاروق عسكر، دليل مدينة القاهرة، الجزء الثاني، مشروع بحثي مقدم إلى موقع الشبكة الذهبية، أبوظبي: سبتمبر أيلول 2002، ص.