ذكر كلام ابن بطوطة لسلطان مالي وإحسانه إليه [
تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ]
قال ابن بطوطة عن إحسان سلطان مالي إليه: وأقمت بعد بعث هذه الضيافة شهرين، لم يصل إلي فيهما شيء من قبل السلطان. ودخل شهر رمضان، وكنت خلال ذلك أتردد إلى المشور، وأسلم عليه، وأقعد مع القاضي والخطيب، فتكلمت مع دوغا الترجمان، فقال: تكلم عنده، وأنا أعبر عنك بما يجب فجلس في أوائل رمضان، وقمت بين يديه، وقلت له إني سافرت بلاد الدنيا، ولقيت ملوكها، ولي ببلادك أربعة أشهر، ولم تضفني، ولا أعطيتني شيئاً. فماذا أقول عنك عند السلاطين؟ فقال: إني لم أرك، ولا علمت بك فقام القاضي وابن الفقيه فردا عليه، وقالا: إنه قد سلم عليك، وبعثت إليه الطعام فأمر لي عند ذلك بدار أنزل بها، ونفقة تجري علي ثم فرق على القاضي والخطيب والفقهاء مالاً، ليلة سبع وعشرين من رمضان، يسمونه الزكاة وأعطاني معهم ثلاثة وثلاثين مثقالاً وثلثاً وأحسن إلي عند سفري بمائة مثقال ذهباً.