أسيوط مدينة رفيعة أسواقها بديعة [ تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ]



قال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة منفلوط: وسافرت من هذه المدينة إلى مدينة أسيوط. وهي مدينة رفيعة أسواقها بديعة "وضبط اسمها بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وضم الياء آخر الحروف واو وطاء مهملة". وقاضيها شرف الدين بن عبد الرحيم، وبها من المشايخ الفضلاء الصالح شهاب الدين بن الصباغ، أضافني بزاويته.
وقال ابن بطوطة عن اللقب الذي اشتهر به شرف الدين قاضي أسيوط: وقاضي أسيوط شرف الدين بن عبد الرحيم الملقب بـ "حاصل ما ثم"، لقب اشتهر به وأصله أن القضاة بديار مصر والشام بأيديهم الأوقاف والصدقات لأبناء السبيل، فإذا أتى فقير لمدينة من المدن قصد القاضي بها، فيعطيه ما قدر له. فكان القاضي إذا أتاه الفقير يقول له حاصل ما ثم أي لم يبق من المال الحاصل شيء فلقب بذلك ولزمه.
وقال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة أخميم في صعيد مصر: ثم (رحلنا) إلى مدينة أسيوط.
وقال التازي: كانت أسيوط مقر إقامة الحاكم العام لمصر العليا على ما يقوله ابن دقماق، وسنرى أن ابن بطوطة يجعل مدينة قوص هي مقر الحاكم، وقد تحدث ابن جبير عن أسوارها، وبعد ذلك ذكر ياقوت أن بها نحواً من خمسة وسبعين كنيسة.