قصر برصيص العابد أهم معالم البلدة [ تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ]



قال ابن بطوطة بعد خروجه من طرابلس وتجاوزه لمسلاتة ومسراتة وسرت: وهنالك أرادت طوائف العرب الإيقاع بنا ثم صرفتهم القدرة، وحالت دون ما راموه من أذيتنا، ثم توسطنا الغابة، وتجاوزناها إلى قصر برصيصا العابد، إلى قبة سلام، وأدركنا هنالك الركب الذين تخلفوا بطرابلس. وقال التازي: يذكر الطاهر الزاوي في كتابه (معجم البلدان الليبية) أنه توجد الآن قرية صغيرة شرقي مدينة بني غازي بنحو 45 كم تسمى برسيس أو برسيسة، ولا يبعد أن تكون هذه القرية أنشئت في مكان القصر الذي عناه ابن بطوطة بقوله: قصر برصيص العابد، لأن الصحراء كانت ممتدة بعد سرت إلى هذا المكان وإلى ما بعده إلى الشرق، ولأن مدينة بني غازي لم تكن قد أنشئت أيام رحلة ابن بطوطة وبرصيص هذا رجل من عبّاد بني إسرائيل وزهادهم، وكان منقطعاً للعبادة في صومعة، فما زال به الشيطان حتى فتنه عن دينه وأخرجه منه ومات كافراً. وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن برصيص العابد هذا هو الإنسان الذي ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال : إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين" ، ولم يذكر أحد من هؤلاء المفسرين مكانه ولا أين كانت صومعته، هذا ولم تحدد المصادر التي بين أيدينا كذلك العلم الجغرافي : (قبة سلام).