شعر الصلاح الصفدي في بركة الفيل والمقطم [ القاهرة ]



قال الصلاح الصفدي، وكتب بها إلى بعض أصحابه بالديار المصرية يتشوق لبركة الفيل:


يا بركة الفيل كم لي فيك من وطر وددت لو اشتريته فيك بالعمر
أفديك من بقعة في الأرض أحسبها ترد قول المعمري عند ذي النظر
تطاول الأفق في حسن وتفضله وتكشف الشهب ما فيها من الدرر
يطل من كل دار حولها قمر وليس للأفق يا هذا سوى قمر
والماء مثل السما لوناً وباطنه يشف عن نيرات الأنجم الزهر
قطع فيها ليالي الأنس مع فئة تعلم اللطف منهم نسمة السحر
قد أدّبوا الدهر حتى لان جانبه فراق أزرق في الآصال والبكر
من كل من فاق في فضل وفي أدب فما تلفظ إلا جاء بالدرر
إذا سقاك وعاطاك الحديث فما يحتاج فيه إلى الألحان الوتر
لو ساعدتني الليالي زرت ساحتها سعياً على الرأس أو سعياً على الشعر
أخبار سكانها في الظن طيبة فليت شعري هل يدرون ما خبري


وللصفدي المفرد:

لم لا أهيم بمصر وأرتضيها وأعشق
وما ترى العين أحلى من مائها إن تملق


وللصلاح الصفدي أيضاً:


سقى سفح المقطم صوب مزن وإن يجل فيكفي دمع جفني
وحيا مصر عني كل غاد وهل تغنى بذلك مصر عني
قرعت السن حين رحلت عنها وليت لو انتفعت بقرع سني
وأخرجني القضا عنها فقل لي شريت جهنما بجنان عدن
فيا قبح الذي أصبحت فيه ويا حسن الذي قد راح عني
1.

1 : ابن ظهيرة، جمال الدين محمد بن محمد، الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة، تحقيق كامل المهندس ومصطفى السقا، القاهرة: وزارة الثقافة، 1969، ص 206، ص 209- 210.