وصف حمام الخراطين [ القاهرة ]



إلى جانب حمام بدر الدين الونائي الذي استمر في العصر العثماني، وجد حمام آخر برسم الرجال والنساء كان يعرف باسم حمام الخراطين، كان يحتل المساحة التي هي جزء من ميدان الغلة المطلة على حي الجيش الحالي والتي يشغلها الآن سوق للخضر، وهو من الحمامات الذي يكثر تردده في الحجج الشرعية التي يعود أقدمها على سنة 1680م. وقد ورد ذكر هذا الحمام ضمن حجة إسقاط يعود تاريخها إلى عام 1143هـ، وأيضاً ضمن حجة استئجار يعود تاريخها إلى عام 1174هـ (حجة رقم 233/ القلعة، باسم المستأجر الحاج أحمد محمد المدولب بحمامي الخراطين)، وكذلك ضمن حجة استئجار أخرى يعود تاريخها إلى سنة 1183هـ.
وقد جاءت هذه الوثائق جميعها بوصف لهذا الحمام، غير أن أكثر هذه الوثائق تفصيلاً في بيان تكوين الحمام ومشتملاته هي الوثيقة التي يعود تاريخها إلى سنة 1183هـ؛ حيث تذكر أن هذا الحمام يشتمل على واجهة شرقية مبنية بالحجر الفصي النحيت، فتح بهذه الواجهة ثلاثة أبواب: اثنان منها مقنطران كان بينهما حانوت معدة لبيع السدر وغيره متداخلة الآن بحمام الرجال، والباب الثالث مربع يعلوه ما وردة وأضلاع خشب بارزة حاملة لواجهة رواقين علو حمام النساء.
أما الباب الأول المقنطر فكان يدخل منه إلى دهليز مرخم، يؤدي هذا الدهليز إلى مسلخ حمام الرجال المشتمل على أربع أواوين متقابلة وأربع مقاطع ومسطبات وفسقية كبيرة بوسط المسلخ، يعلوها منور وباب بصدر المسلخ يؤدي إلى بيت الحرارة وسلم يؤدي إلى سطح الحمام، مفروشة أرض الحرارة المذكورة بالرخام الملون مسقف بالجامات الزجاج، مسبل الجدر بالبياض، كامل المنافع والمرافق والخلاوي والمغاطس والحنفيات (لا يطلق اسم حنفية عادة على الصنابير وحدها، بل على الغرفة التي تحويها).
ويؤدي الباب الثاني بالواجهة إلى دهليز مستطيل يتوصل منه إلى مسلخ حمام النساء المشتمل على أربعة إيوانات وفسقية يعلوها منور (شخشيخة) وسلم يتوصل منه إلى سطح الحمام المذكور وباب يدخل منه إلى بيت الحرارة المشتمل على مغطسين وخلوتين وفسقية وحوض معد للماء البارد وحنفيتين، مفروشة أرض ذلك جميعه بالرخام، مسقف بالجامات الزجاج الملون، مسبل الجدر بالبياض، كالم المنافع والحقوق.
وأما الباب الثالث الذي بالواجهة فإنه كان يؤدي على مستوقد الحمامين المذكورين والساقية الماء المعين وعدتها المركبة على فوهتها ودار الدواب والمخزن واشون ومدار الساقية 1.
1 : محمد الجهيني، أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية: حي باب البحر، القاهرة: دار نهضة الشرق، 2000، ط1، ص 148- 149.