سبيل عبد الله كتخدا عزبان [ القاهرة ]



أنشأه الأمير عبد الله كتخدا عزبان سنة 1132هـ (1719 - 1720م) وأنشأ فوقه كُتابا لتعليم الأطفال وبه شباك واحد لتسبيل ماء الشرب. وثيقة وقف السبيل باسم عبد الله كتخدا عزبان 1. ولقب كتخدا عزبان لقب وظيفي يدل على أن الأمير عبد الله منشىء السبيل والكتاب كان هو المسؤول والوكيل المعتمد لإحدى الفرق العسكرية العثمانية في مصر والتي عُرفت باسم الوجاقات والتي كان يرأس كل وجاق منها ضابط يسمى الأغا ويسمى وكيله كتخدا والتي حرفها القاهريون الى كيخيا، والعزبان هم فرقة عسكرية من فرق الوجاقات العثمانية. وقد أورد على مبارك 2 مقتطفات من هذه الوثيقة تتعلق بالنص التأسيسي وأملاك الوقف وأوجه صرف ريعها على السّبيل والكتاب والعاملين فيهما، وأورد محمود الحسيني مقتطفات أخرى منها تتعلق بالوصف المعماري وشكل السبيل والصهريج والكتاب.
السبيل يشغل جانبا من مجموعة معمارية مكونة من محلات تمتد على شارع الصليبة يتوسطها مدخل الكتاب، ومباني أخرى تشغلها مدرسة الناصرية الابتدائية، ويتم الدخول الى حجرة التسبيل من مدخل فرعي داخل المدرسة يؤدى الى دهليز طويل يوجد الى اليمين من نهايته باب الحجرة. في واجهة السبيل الشماليّة التي تطل على الشارع شباك التسبيل الوحيد يغشيه مصبعات من الحديد. يعلو الشباك عتب ثم بقايا بلاطات خزف (قاشاني) ثم عقد عاتق، ويعلو ذلك كله لوحة تاسيسية من ثلاث أسطر تتضمن اسم المنشىء وتاريخ الانشاء. قال علي مبارك أن سبيل الأمير عبد الله بشارع الصليبة شرقي جامع شيخو على شباكه لوح رخام منقوش فيه :" أمر بانشاء هذا السبيل المبارك من فضل الله تعالى وعظيم جوده الفقير لله تعالى الأمير عبدالله كتخدا عزبان تابع المرحوم مصطفى كتخدا عزبان سنة اثنتين وثلاثين ومائة والف" وقال أنه عامر الى الآن بنظر ديوان الأوقاف.
على جانبي شباك التسبيل زخارف هندسية منحوته باتقان في أحجار البناء داخل مناطق مربعة ومستديرة. وقد ورد بوثيقة وقف السبيل أن به حوض مبنى بالحجر به مُصاصتان من النحاس يصل اليه الماء العذب من الصهريج. وتقع دخلة حجر المُصاصة حاليا في طرفي الضلع الشرقي لحجرة التسبيل على شارع الصليبة الا أن الحجر فقد وغير موجود حاليا. قال علي مبارك أن وثيقة الوقف مؤرخة بسنة 1139هـ (1727م) وأن المنشىء أوقف الاماكن الكائنة بخط الصليبة بالقرب من جامع شيخو وأماكن غيرها وأنه أرصد من ريعها 1140 نصف فضه ثمن ماء يُصب في الصهريج كل سنة و 60 نصف فضة أجرة نزح الصّهريج وتنظيفه وتبخيره، و 100 نصف فضة لشراء سَلَبَ (أحبال ) وأدلية. كما خصص لكل من البواب والمزملاتي في كل شهر 30 نصف فضه، وللكاتب 500 نصف فضة في السنة، وللناظر كل سنة 600 نصف فضة.
الكتاب يعلو السبيل وكان مخصصا - كما ورد بالوثيقة - لتعليم عشرة أطفال، قال علي مبارك أن الكتاب - في أيامه - كان يتعلم به اكثر من مائة طفل. وأضاف أن المنشىء أرصد لعشرة أطفال أيتام بالكتاب في كل يوم ثلاثين رغيفا وزن كل رغيف ثلاث أوقيات، وخصص للمعلم ستة أرغفة في اليوم وللعريف أربعة، وللمزملاتي والبواب خمسة أرغفة، بخلاف أقمشة وكسوة تصرف للجميع سنويا 3. السبيل كائن بشارع سيخو المتفرع من ميدان صلاح الدين بالقلعة بالقرب من خانقاه شيخو 4.
1 : محفوظة بأرشيف وزارة الأوقاف المصرية برقم 312 أوقاف.
2 : الخطط التوفيقية ج6 ص 176
3 : أنظر: محمود الحسيني : الأسبلة العثمانية ص 210 - 211. علي مبارك : الخطط التوفيقية ج 2 ص 315 ، ج6 ص 176.
4 : يتبع منطقة آثار جنوب القاهرة ومسجل أثر برقم 452. (الخريطة 2 - الموقع : مربع 8 و ).