ضريح القباب السبع [
القاهرة ]
بنى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله سبعة أضرحة تعلوها قباب ابتداء من سنة 1009م دفن فيها أربعة من كبار رجال الدولة من عائلة المغربي، اتهمهم بالخيانة وقتلهم. كما دفن فيها عدداً من قواده. وقد تبقى من هذه الأضرحة أربعة فقط سقطت قبابها وكلها تقع على مِحُور واحد كل واحد منها مربع الشكل طول ضلعة من الخارج حوالي 6.5 متر، ومن الداخل 4.25 متر. وكل ضريح به محراب في جدار القبلة ماعدا واحد فقط يحتوى على محرابين.
وعائلة المغربي أصلها من البصرة وعاشت في بغداد. تولى كبيرها أبو الحسن علي بن محمد منصب ديوان المغرب في البلاط العباسي ببغداد فأطلق لقب المغربي على العائلة. جاء المغربي إلى مصر هو وجميع أفراد عائلته في أيام الدولة الأخشيدية ثم انتقلت الأسرة بكاملها الى حلب ونزلوا عند سيف الدولة الحمداني وتولى ابن المغربي المشورة إلا أن الأمر لم يستقر له فخرج مع عائلته هارباً الى الدقة ثم الكوفة حيث خاطب الخليفة الفاطمي العزيز بالله. ثم قدم إلى مصر سنة 381هـ(991م) وصار من شيوخ الدولة وخصص له العزيز 6000 دينار راتبا سنويا، وتولى ابنه أبو القاسم منصب الوساطة - الذي يعادل منصب وزير - في عصر الحاكم بأمر الله. وسرعان ما تنكر الحاكم لعائلة المغربي واتهمهم بالخيانة وتم القبض على رأس العائلة "أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ابن محمد المغربي" وأخيه أبى عبد الله محمد. وعلى ثلاثة من أبناء أبى الحسن هم : أبو القاسم بن الحسين - الذي كان يتولى منصب الوساطة - وأخويه حسن ومحمد في ذى القعدة سنة 400 هـ(1009م). وقد نجح الوزير أبو القاسم في الفرار من مصر ولجأ إلى الشريف أبى الفتوح حسن بن جعفر في مكة متنكرا في زي حمال ونجا من قطع رأسه. ودفن القتلى من عائلة المغربي في المقابر التي أعدها لهم الخليفة الحاكم ووضع في كل مقبرة لوحة من الرخام تحمل إسم من دُفن فيها منهم. ويوجد بمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة قطعة من الزجاج برقم 13966 مزخرفة بأسلوب البريق المعدني تمثل جزءا من قارورة عليها كتابة بالخط الكوفي تتضمن اسم كبير عائلة المغربي "أبو الحسن على بن الحسين".
يتكون كل ضريح من الأضرحة الأربعة من ثلاث طبقات، الطبقة السفلى مبنية منالحجر المنحوت وهي مربعة في وسط كل ضلع من أضلاعها فتحة يعلوها عقد . الطبقة الثانية مبنية بالآجر وتمثل منطقة الانتقال من المربّع السفلي على المثمن العُلوي وقد استخدمت أربعة مقرنصات في الأركان الأربعة بينها أربع نوافذ يعلو كل منها عقد. الطبقة الثالثة مبنية بالاجر مثمنة الشكل وتمثل الرقبة التي تبنى فوقها القبة، وفي كل ضلع من أضلاع الرقبة فتحة صغيرة. كسيت المباني بطبقة سميكة من الجص بقيت أجزاء كثيرة منها على الجدران الداخلية أما من الخارج فقد تساقط معظمها. لكل ضريح مدخل في الضلع الشمالي منه، ويحيط به فناء منفصل مربع الشكل. وقد تساقطت القباب في الأضرحة الأربعة .
يطلق عامة الناس على هذه القباب اسم "قباب السبع بنات". وهو اسم خطأ أصله غير معروف. وكانت القباب قد تهدمت أواخر العصر الفاطمي ثم جُدد بناؤها وأطلق عليها اسم " مصلى الشريفة" . وتم التجديد والبناء في العصر الأيوبي على يد محمد بن عبد الله بن الأرسوفي الشامي التاجر سنة 577هـ (1181م). ثم حرف الاسم بعد ذلك وأصبح "قبة خضرة الشريفة" ولعل ذلك راجع إلى احتواء القباب على رفات أحد أفراد البيت الفاطمي وهو ولي العهد "عبد الرحيم بن إلياس" ربيب الحاكم بأمر الله- أي ابن زوجته- وكانت زوجة عم الحاكم وتزوجها بعد وفاة عمه. وورد عن القباب السبع أن ابن سعيد شاهدها، وقال أن هذه القباب السبع تقع بآخر القرافة الكبرى مما يلي مصر (الفسطاط) . ومن الملاحظ أن القرافة الكبرى خصصها الخلفاء الفاطميون لدفن كبار رجال دولتهم . تقع الأضرحة حالياً بشارع السّبع بنات بالقرافة الكُبرى جنوب الفسطاط .