قلعة الروضة [ القاهرة ]



شيد الملك الصالح نجم الدين أيوب في أقصى الجنوب وفي مقابل النيل (1239م) قلعة الروضة أو القلعة الصالحية وقد شرع في حفر أساس القلعة في يوم الجمعة 16 شعبان 138هـ. وفي عاشر ذى القعدة وقع الهدم في الدور والقصور والمساجد التي كانت بالجزيرة وتحول الناس من مساكنهم التي كانوا بها، وهدم كنيسة كانت للقبط بجانب مقياس النيل وأدخلها في القلعة التي شيد فيها الدور والقصور وعمل لها ستين برجا، وأقام بها جامعا غرس بداخلها أنواعا شتى من الأشجار، ونقل إليها عمد الصوان من المعابد القديمة، وعمد الرخام وشحنها بالأسلحة وآلات الحرب وما يحتاج إليها من الغلال والازواد خشية من محاصرة الفرنج، فأنهم كانوا حينئذ على عزم أن يقصدوا بلاد مصر.
وذكر المقريزي أن مباني القلعة امتدت إلى مقياس النيل من الجهة الجنوبية. وموجز القول أن هذه القلعة كانت تشغل مساحة من الأرض لا تقل عن 65 فدانا في جنوب جزيرة الروضة. وقد سكن الملك الصالح نجم الدين هذه الجزيرة مع مماليكه وكانت عددهم ألف مملوك بعد انتقاله من قلعة الجبل.
واستمرت تلك الجزيرة عامرة حتى تولى السلطنة عز الدين أيبك فأمر بتخريب القلعة ليعمر بها مدرسته المعزية التي كانت برحبة الجنة بمدينة مصر واقتدى به ذوو الجاه، فأخذوا كثيرا من سقوفها ونوافذها وغيرها، وبيع من أخشابها ورخامها أشياء جليلة 1.
1 : عبد الرحمن زكي، حواضر العالم الإسلامي في ألف وأريعمائة عام: القاهرة منارة الحضارة الإسلامية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1979، ص 51- 52.