مئذنة الغوري [ القاهرة ]



يبدو هذا واضحاً في مئذنة السلطان الغوري حيث تتعدد الرؤوس فنجد أربعاً بدلاً من واحدة، وإذ نقف في منتصف المسافة بين الغوري والجامع الأزهر نلمح التشابه بين مئذنة الغوري والأخرى التي بناها بجامع الأزهر والتي يعلوها رأسان بدلاً من أربع، لا بد أن المهندس شخص واحد، أراد أن يحدث شكلاً من الابتكار، فاستحدث أربع رؤوس للمئذنة بدلاً من رأس واحدة، ولكنه تطور مفاجئ، لا ينم عن أصالة، أو تجديد يستند على أصول ثابتة.
مع الغزو العثماني لمصر تتعرض المآذن المصرية لمحنة، لقد بدأ الاحتلال التركي، ومع الاحتلال يجيء الغازي محاولاً فرض طرزه وأسلوبه، وتبدو روح المقاومة في البناء نفسه، ينعكس الصراع حتى على الحجر 1.
1 : جمال الغيطاني، ملامح القاهرة في ألف سنة، القاهرة: دار نهضة مصر، 1997، ص 95.