مسجد سيدي مدين الأشموني [ القاهرة ]



بني مسجد سيدي مدين الأشموني بباب الشعرية، حوالي (870هـ-1465) أثر 82 يقع بداخل حارة مدين، به ضريح سيدي مدين ويعمل له مولد كل سنة، وكان من أكابر المتصوفين(أ).
وهذا المسجد أمرت بإنشائه الخوند مغل بنت القاضي ناصر الدين محمد بن محمد ابن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي كاتم السر بالديار المصرية في عهد الملك المؤيد شيخ.. وكان الشيخ محمد بن عبد الدايم المديني أحد علماء المالكية المتوفى سنة 885هـ/1480م وهو ابن أخت الشيخ مدين، كان هو الوسيط بين الخوند مغل هذه وبين خاله في طلب إنشاء هذا الجامع، وذلك بحكم صلته بابنة أخيها زينب بنت الكمال البارزي، إذ كان فقيهاً لها ومعلما.
اشتمل الجامع على مجموعة حجرات خاصة بإقامة الشيخ وطلبته، منها إيوان القبلة، والمسدودة الآن حيث توجد بواجهات المسجد الخارجية أربطة طائرة لهذه الحجرات، والتي بلغ عددها ثماني حجرات، وهي ظاهرة جديدة من نوعها. ويتبع تخطيط المسجد طرازاً جديداً في تخطيطات المساجد الجركسية، ظهر أول ما ظهر في هذا الحي موضوع البحث.
واشتمل المسجد أيضاً على حوش جنائزي إلى جانب حجرتين للدفن إحداهما خاصة بالشيخ مدين، والأخرى ربما خصصت لأولاده. واشتمل المسجد كذلك على مجموعة من العناصر الزخرفية والمعمارية كلها تمثل الأسلوب الذي ساد عمائر العصر الجركسي. وعلى الرغم من أن المسجد يتبع طراز المدارس إلا أنه استعمل كمسجد وزاوية للشيخ مدين خصصت للصلاة وإلقائه الدروس على مريديه (ب) 1.
1 : أ- عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، القاهرة: مكتب الأنجلو المصرية، 1987، ص 335.
ب- محمد الجهيني، أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية: حي باب البحر، القاهرة: دار نهضة الشرق، 2000، ط1، ص 163- 164، ص 189- 190.