جامع أبو حريبة وبانيه قجماس الاسحاقي [
القاهرة ]
بناه الأمير سيف الدين قجماس الاسحاقي الظاهري وألحق به قبة (شريح) وسبيل وكتاب وحوضا للمياه وتم البناء بين عامي 885 هـ- 886 هـ (1480- 1481م)، في أيام حكم السلطان الاشرف قايتباي 1468- 1496م. وتخطيط الجامع هو تخطيط المدارس الذي يتألف من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة ايوانات.. الايوانان الشرقي والغربي كبيران.. والجنوبي والشمالي صغيران.. وايوان القبلة وهو الشرقي كسى جدار المحراب فيه بوزرة من الرخام ارتفاعها خمسة أمتار، ويتوسطه محراب بزخارف من اشرطه ملونة من الرخام وكتابة قرآنية بالخط الكوفي المزهر.. وقد سجل الصانع اسمه بتجويف المحراب: " عمل عبد القادر النقاش". بجوار المحراب منبر نادر من الخشب المطعم بالعاج. وبايوان القبله باب يؤدى إلى قبة شاهقة مبنية بالآجر ويوجد تحتها الضريح. على يسار المدخل الرئيسي للجامع مئذنة تتألف من ثلاث دورات.. ويجاور هذا المدخل سبيل. ووذكر علي مبارك أن الجامع مرتفع عن الأرض وبه أربعة ايوانات ومنبر ودكة وميضأه، وله مئذنة عالية ومدفون به الشيخ ابو حريبه تحت قبة شاهقه. وشعائره مقامه من أوقافه بنظر الشيخ محمد هاني.
الجامع مرتفع عن مستوى الشارع وتحت واجهاته الاربع حوانيت. والجامع غني بشتى الفنون الزخرفية والمعمارية. ولم يدفن منشىء الجامع في المقبرة التي أعدها لنفسه تحت القبة بجامعه، ودفن بها أحد أولياء الله الصالحين وهو الشيخ أحمد ابـو حربية المتوفي سنة 1268 هـ (1852م) وقد أشتهر الجامع لدى عامة الناس باسم جامع أبو حريبة نسبة إلى هذا الشيخ . الجامع كائن بشارع الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة، ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة .
والأمير قجماس الاسحاقي الظاهري.. كان مملوكا للسلطان جقمق عندما كان نائبا للشام قبل أن يتولى السلطنة، وترقى في عدد من الوظائف.. وفي سلطنة الظاهر خوشقدم 1461- 14467م عُين خازندارا- وهو الذي يشرف على خزائن السلطان أو الأمير- ورقى إلى أمير عشرة في ايام السلطان بلباى 1467م. وفي سلطنة السلطان قايتباى أصبح من المقربين له وعينه نائب للسلطان في الاسكندرية سنة 1470م. وفي سنة 1475م عينه السلطان امير أخور كبير.. وفي هذه الفترة اشرف على بناء قلعة قايتباى بالإسكندرية. وفي سنة 1480م عينه السلطان نائب للشام وظل بها إلى أن توفى هناك سنة 892هـ (1487م) ودفن بالشام، ولم يُدفن بمقبرته التي أعدها لنفسه بجامعه .