وصف جامع الأمير بشتاك الناصري [
القاهرة ]
بناه الأمير بشتاك الناصري على الشاطىء الشرقي للخليج المصري عند الحافة الغربية لبركة الفيل سنة 737هـ (1337م)، وأنشأ ساباط (طريق علوي Sky Way) ربط بين الجامع والخانقاه التي أنشأها على شاطىء الخليج سنة 1336. وكانت بركة الفيل تقع خارج باب زويلة بين القاهرة وفسطاط مصر وكانت منطقة خالية من المباني. وبركة الفيل لم تكن عميقة فيها ماء راكد بالمعنى المفهوم الآن، وإنما كانت تطلق على أرض زراعية منخفضة تغمرها مياه الفيضان سنويا ثم تنحسر عنها المياه وتنكشف الأرض وتزرع فيها المحاصيل الشتوية واهمها القرظ (البرسيم). وظلت من الأراضي المربوط عليها خراج حتى سنة 620هـ (1323م) حينما بنيت مساكن عليها. وسبب تسميتها بركة الفيل يرجع إلى أن خماروية بن أحمد بن طولون أنشأ على حافة البركة من الناحية الجنوبية الشرقية عند شارع نور الظلام حالياً بيتاً للفيلة وكان الأهالي يقصدون البركة للنزهة والتفرج على الفيلة فعرفت بهذا الإسم .
والأمير بشتاك الناصري من أمراء الناصر محمد بن قلاوون. اشتراه الناصر وهو صغير وعهد بتربيته إلى الأمير قوصون الساقي وكان له حظوة كبيرة عند الناصر. تقلب في عدة وظائف بالقصر السلطاني منها أمير شكار ، وكاتب السر. بعد وفاة الناصر محمد تولى أبنه المنصور أبو بكر السلطنة سننة 1341م قبض على الأمير بشتاك وسُجن بالإسكندرية وقتل في نفس السنة ودفن بها. وفي سنة 748هـ ( 1347م) نقلت جثته إلى القاهرة ودفن في مسجد سلار وسنجر الجاولي . وقد تخربت الخانقاه وزالت وتبقى من الجامع بعض عناصره المعمارية والزخرفية الأصلية تم الاحتفاظ بها عند تجديده سنة 186 وتنحصر في المدخل الرئيسي الداخلي والمئذنة وتدل على أنه كان جامعاً كبيراً غني بالزخارف والعناصر المعمارية .
تقع الواجهة الرئيسية الغربية وبها الباب الجديد على شارع درب الجماميز، ويؤدى هذا الباب إلى الباب القديم وهو باب هائل مبنى بالحجر يكتنفه عمودان من الرخام وعلى جانبيه صفتان تعلوهما مقرنصات وسقف المدخل من الحجر به مقرنصات ساقطة. الجامع من الداخل جديد مكون من ستة أروقة في وسطها منور والمحراب من الرخام. المئذنة أصلية ما عدا دورتها الثالثة العلوية التي ربما تكون مبنيه سنة 1861. والمئذنة مبنية بالحجر غنية بالزخارف والكتابات. الجامع كائن حاليا بدرب الجماميز في مواجهة المدرسة الخديوية بالسيدة زينب، ويتبع منطقة . آثار جنوب القاهرة .