حي بركة الفيل [ القاهرة ]



تقع بركة الفيل خارج باب زويلة فيما بين القاهرة ومصر وشمال شرق ميدان السيدة زينب اليوم ولم تكن بركة عميقة وانما كانت تطلق على أرض زراعية يغمرها ماء النيل سنويا زمن الفيضان، وكانت تروى من الخليج المصري وبعد نزول الماء تزرع أصنافا شتوية وقد تحولت أراضيها تدريجيا من الزراعـة إلى السكن من سنة 620هـ(1222م) قبل نهاية العصر الأيوبي، ولم يبق من أرض البركة دون بناء حتى عام 1800 إلا قطعة أقيم عليها فيما بعد قصر الوالي عباس الأول وهي المعروفة بسراى الحلمية وحديقتها. وفي عام 1894 قسمت أراضي الحديقة وفي عام 1902 هدم القصر وقسمت أراضية، وبيعت وعرفت فيما بعد بالحلمية الجديدة.
كانت بركة الفيل تشغل من القاهرة الحالية المنطقة التي تحد اليوم شمالا بسكة الحبانية، ومن الغرب بشوارع درب الجماميز واللبودية والخليج المصري، ومن الجنوب شارع الشيخ عبدالحميد اللبان (سابقا مراسينا)؛ ثم يميل الحد إلى الشمالي الشرقي حتى يتقابل مع أول شارع نور الظلام ويسير فيه إلى أول شارع الألفي، ومن الشرق تكملة شارع نور الظلام فشارع مهذب الدين الحكيم، فسكة عبدالرحمن بك وكلاهما في الحلمية الجديدة؛ وما في امتدادها إلى الشمال حتى تقابل الحد البحري. وهكذا نلاحظ أن منطقة سكنية جديدة نمت في القاهرة على أيام الأيوبيين؛ ثم ازدهرت كحى ارستقراطي على أيام المماليك 1.
1 : عبد الرحمن زكي، حواضر العالم الإسلامي في ألف وأريعمائة عام: القاهرة منارة الحضارة الإسلامية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1979، ص 50.