وصف جامع السلطان المؤيد شيخ [
القاهرة ]
بناه السلطان المؤيد شيخ المحمودي بداخل باب زويلة وملاصقا له بحي السكريّة. وقد استغرق بناء الجامع حوالي ست سنوات من818 - 824 هـ (1415 - 1421م). يحيط بصحن الجامع أربعة ايوانات كانت قد تخربت ما عدا الايوان الشرقي وهو إيوان القبلة.. وقد أعيد تجديد الايوانات الثلاثة الغربي والشمالي والجنوبي. يتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون إلى جواره منبر كبير من الخشب مطم بالصدف. وللجامع قبة شاهقة الارتفاع مبنية بالحجر سطحها الخارجي مزخرف.. وتحت هذه القبة قبران فدن بواحد منها ثلاثة من ابناء المؤيد شيخ .. والقبر الثاني دفن به المؤيد شيخ.
للجامع اربع واجهات شاهقة.. الواجهة الشرقية هي الواجهة الرئيسية ويوجد في الطرف الشمالي منها المدخل الرئيسي، مركب عليه باب بمصراعين من الخشب المصفح بالنحاس بزخارف مكفتة بالذهب والفضة. واشترى المؤيد شيخ باب جامع السلطان الذي بُنى سنة 1361م ومعه تنور ضخم من النحاس. وأمر المؤيد بتركيب الباب على المدخل الرئيسي لجامعة والباب ضخم يبلغ ارتفاع درفتيه 6 أمتار ومازال يحمل اسم السلطان حسن وتاريخ صنع الباب سنة 764هـ (1362م) وهو من الأبواب الفخمة الغنية بالزخارف.. وفي مقابل نزعه باب جامع السلطان حسن أوقف على الجامع ريع قرية قها بالقليوبية للصرف منه عليه.
ونظراً لأن الجامع بُنى مُلاصقاً لباب زويلة، فقد استغل مهندس الجامع بُرجي الباب وجعلهما قاعدتين لمئذنتي الجامع وقد انتهى بناء المئذنة الشرقية في رجب سنة 822هـ (1419م) وانتهت المئذنة الغربية في شعبان سنة 823هـ ( 1420م) سجل مهندس المئذنتين اسمه عليهما وهو محمد بن القزاز، واسم السلطان وتاريخ البناء .
وبدأ التلف يحل بالجامع منذ القرن السابع عشر، وتخرب الجامع، وبصفة خاصة سنة 1665 وكان يحكم مصر الحاكم العثماني عمر باشا وتحصن بالجامع جماعة من المخربين المعروفين بـ " الزرب" وأشاعوا الفساد فأمر الباشا بضرب الجامع بالمدافع بعد أن استفتى رجال الدين.. وقد أصلح ما تخرب من الجامع وجدده الوالي العثماني أحمد باشا سنة 1690م. ومنذ سنة 1690 بدأت أعمال التجديد والإصلاح بالجامع. وبحلول القرن التاسع عشر كان الجامع وايواناته في اسوأ حالات التخريب .. وتناولته يد التجديد في عصر الخديوي إسماعيل والخديوي محمد توفيق، واللجنة .
والجامع كائن حاليا بشارع المعز لدين الله بجوار باب زويلة، ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة .
وكان في موقع الجامع سجنا عُرف باسم خزانة شمائل سُجن فيه المؤيد وقت أن كان أميراً وقاسى فيه الشدائد? فنذر وهو في محنته أن نجاه الله تعالى أن يهدم سجن شمائل ويبنى مكانه جامعاً، وقد وفى بنذره بعد أن اعتلى كرسي السلطنة. .