خان بالق حضرة قان الصين والخطا [
تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ]
قال ابن بطوطة بعد دخوله بلاد الخطا: وصلنا إلى مدينة خان بالق "وضبط اسمها بخاء معجم والف ونون مسكن وباء معقود والف ولام مكسور وقاف"، وتسمى أيضاً خانقو "بخاء معجم ونون مكسور وقاف وواو"، وهي حضرة القان، والقان هو سلطانهم الأعظم، الذي مملكته بلاد الصين والخطا. ولما وصلنا إليها أرسينا على عشرة أميال منها، على العادة عندهم. وكتب إلى أمراء البحر بخبرنا، فأذنوا لنا في دخول مرساها، فدخلناه ثم نزلنا إلى المدينة، وهي من أعظم مدن الدنيا. وليست على ترتيب بلاد الصين في كون البساتين داخلها. إنما هي كسائر البلاد والبساتين بخارجها، ومدينة السلطان في وسطها كالقصبة حسبما نذكره. ونزلت عند الشيخ برهان الدين الصاغرجي، وهو الذي بعث إليه ملك الهند بأربعين ألف دينار، واستدعاه فأخذ الدنانير وقضى بها دينه، وأبى أن يسير إليه. وقدم على بلاد الصين فقدمه القان على جميع المسلمين الذي ببلاده، وخاطبه بصدر الجهان. ولما وقع الخلاف وتسعرت الفتن (بعد مقتل القان وتولي ابن عمه فيروز ونقل حضرته من مدينة خان بالق إلى مدينة قراقرم) ، أشار علي الشيخ برهان الدين وسواه أن أعود إلى الصين قبل تمكن الفتن، ووقفوا معي إلى نائب السلطان فيروز، فبعث معي ثلاثة من أصحابه، وكتب لي بالضيافة.