شعر ابن نصر المالكي في ذكر محاسن بغداد [ تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ]



قال ابن بطوطة: وقد نظم الناس في مدحها (بغداد) وذكر محاسنها فأطنبوا ووجدوا إمكان القول ذا سعة فأطالوا وأطابوا، وفيها قال الإمام القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي البغدادي، وأنشدنيه والدي رحمه الله مرات:

طيب الهواء ببغدادٍ يشوقني قرباً إليها وإن عاقت مقادير
وكيف أرحل عنها اليوم إذ جمعت طيب الهواءين ممدود ومقصور

وفيها يقول أيضاً رحمه الله تعالى ورضي عنه:

سلام على بغداد في كل موطنٍ وحق لها مني السلام المضاعف
فوالله ما فارقتها عن قلىً لها وإني بشطي جانبيها لعارف
ولكنها ضاقت علي برحبها ولم تكن الأقدار فيها تساعف
وكانت كخلٍ كنت أهوى دنوه وأخلاقه تنأى به وتخالف

وفيها يقول أيضاً مغاضباً لها وأنشدنيه والدي رحمه الله غير ما مرة:

بغداد دارٌ لأهل المال واسعةٌ وللصعاليك دار الضنك والضيق
ظللت أمشي مضافاً في أزقتها كأنني مصحف في بيت زنديق