كانت القرية تنهض على تل صغير مستدير الشكل، يقع على الضفة الغربية لنهر الأردن، ويبعد 2.5 كلم إلى الجنوب من بحيرة طبرية، وكيلومتراً واحداً إلى الجنوب من المكان الذي يفرغ فيه وادي الفجّاس مياهه في نهر الأردن. وكانت طريق فرعية تربطها بقرية سمخ على الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية. ومن الجائز أن تكون
العبيدية شيدت على أنقاض بلدة بيت شمس الكنعانية. وقد قيل لعالم الكتاب المقدس الأميركي إدوارد روبنسون، في أثناء رحلته إلى فلسطين في أواسط القرن التاسع عشر، إن العبيدية واحدة من عدة قرى واقعة جنوبي بحيرة طبرية. وقد وصف مؤلفو كتاب "مسح فلسطين الغربية" (The Survey of Western Palestine)، في سنة 1881، العبيدية بأنها قرية يسكنها 200 نسمة من السكان المسلمين، وبأنها تقوم على تل مستدير الشكل ومجاور لنهر الأردن.
ولما كانت القرية تقع عند منعطف حاد من منعطفات النهر، فقد جاء شكلها مطابقاً لسمة السطح هذه؛ فامتدت على محور شمالي- جنوبي في موازاة ضفة النهر، واتخذت شكلاً مستطيلاً ضيقاً في طرفها الجنوبي. وكانت منازل القرية مبنية بالطوب في معظمها، ومسقوفة بالقصب المغطى بطبقة من الطين. وكان سكان القرية من المسلمين. وفي العهد العثماني أنشئ في القرية مدرسة ابتدائية، ظلت تعمل أيام الانتداب البريطاني. وكان في العبيدية طاحونة تشغلها مياه تجر إليها بواسطة قناة مرفوعة. وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية؛ كما كانت أراضيها الزراعية تمتد بين موقع القرية وبين الطريق التي تصلها بقرية سمخ. وكانت زراعة الحبوب والخضروات تحتل المساحة الكبرى من أراضي القرية، بينما كان شجر النخيل يكثر في المنطقة الواقعة شمالي القرية. في 1944- 1945، كان ما مجموعه 1349 دونماً مخصصاً للحبوب، و 1014 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين .