الزبرة [ منازل القمر ]





ثالث انواء سهيل وتسمّى الجمرة الثانية، وطالعها في العشرين من سبتمبر ومدّتها ثلاثة عشر يوما، قال العرب: هي زُبرة الأسد، أي كاهله. والكاهل مغرز العنق وهي كوكبان نيّران على إثر الجبهة، بينهما قيد سوط. ويسميان الخراتين. والوحدة خراة. ولكن الفلكي الكبير میرزا محمد طارق بن شاه رخ المعروف ب(ألوغ‌بیگ)أو (ألوك بيك) حفيد القائد المغولي تيمور المولود في السلطانيّة شمال ايران عام 1394م، كان موفقا عندما اطلق اسم الظهر -المتداول اليوم- على هذا النجم لموقعه على ظهر الأسد لا منكبه. والزبرة او الظهر (Zosma) هو نجم اكبر كتلة واشدّ حرارة من شمسنا الاّ انّه اقصر منها عمرا اذ سيصبح عملاقا احمر بعد 600 مليون سنة ثمّ قزما ابيض بعد ذلك. ويبعد الزبرة -الظهر- عن الشمس حوالي 58 سنة ضوئية، وهو (الزبرة) ونجم الخراة (Chort) الذي يبعد 165 سنة ضوئية يسميّان عند العرب الخرتان. يقول ساجع العرب: ( إذا طلعت الزبرة طاب الزمان وجني البسر في كل مكان ).
قال الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي في قصيدة طويلة يصف فيها النجوم:

الليلُ مَيْدانُ الهوى والكأسُ مجموع الأَرَبْ
يا ربّ ليلٍ قد قصر نا طولَهُ فيما نُحِبّ
لما هززناه تلا قى طرفاهُ بالطرب
يلعبُ في الخسران والطا عةِ ساعاتِ اللعب
تحكي ثريَّاه لِمَن يرنو إليها من كَثَبْ
والدَّبَران خَلْفَها كفتحِ بركارِ ذهب
وَهَقْعَةُ الجوزاء فس طاط عمودٍ منتصب
ومنكبٌ كوجهِ مب ثورٍ للحظ المرتقب
وَهَنْعَةٌ كأنّها قو سٌ لندَّافِ عطب
وَزُبْرَةٌ كأنّها رُخَّا ن في خشتٍ ذرب

قال ابن ماجد:

والخَرَتَانِ فَهُمَا نَجمَانِ ثُمَّ لَهُ الزُّبرَةُ إسمٌ ثَانِي

وقال القاضي التنوخي:

كأنّما الزُّبرة حبّان فذا من سائر الناس بذا قد اكتفى

وقال الشريف الطوسي في الخرتان:

الخرتَان في الدُّجى فنيقُ
يجمعه والأَسَدَ الطريقُ
لوجهه في حندسٍ فريق
قد قُيِّدَتْ في جَريهِ بروقُ
كأنه في شرقِهِ بَطْريقُ
تؤمه من الروابي نوق
للخمرِ في يمينه إِبريق

والفنيق: الفحل المُكْرَم، لا يؤذَى ولا يُركَب لكرامته.
في اليوم الرابع من نوء الزبرة 23 أيلول ( سبتمبر ) يدخل الاعتدال الخريفي حيث تتعامد الشمس على خط الاستواء ويتساوى طول الليل والنهار، وتزداد فيها برودة الليل، وتسكن الرياح، وتهطل الإمطار الغزيرة ويجذّ النخل ويحلو الرمان وتهاجر طيور القمري، وينصح فيه بكثرة سقي المزروعات ، وعلى وجه الخصوص النخيل ، استعدادا للثمرة المقبلة . وفيه يعود الناس لدخول بيوتهم وينصح الاّ ينام المرء تحت اديم السماء، ويحين فيه ختام موسم الغوص على الؤلؤ. ويزرع في الزبرة: البقدونس ، والخيار ، والذرة الشامية ، والبطاطا الحلوة ، والفجل ، والكوسة ، والبصل ، والبرسيم ، والطماطم ، والملفوف ، والقرنبيط ، والشمندر ، واللفت ، والكراث ، والجرجير ، والسلق ، واللخنة ، والقرعيات ، والذرة ، والبطاطس ، والخس ، والجزر ، والفاصوليا ، والبصل الأخضر ، والفلفل ، ونباتات الزينة : مثل الورود . والأشجار الخشبية : كالكافور ، والكين ، وفسائل النخيل و والنجيل ( الثيّل ) ويزرع فيها ما يزرع في طالع الجبهة .
جاء في رسائل اخوان الصفا ما يلي: اعمل فيه نيرنجات عطف قلوب الملوك والأشراف وإخوان خاصة. واعمل فيه الطلسمات، ودبر الصنعة، وادع فيه بالدعوات، وعالج فيه من الأرواح، وادخل فيه على الملوك واسع في أعمالهم، واتصل بالإخوان والأشراف، وازرع واحصد واكتل غلتك، وتزوج، واشتر الرقيق والدواب، والبس ما أحببت من جديد الثياب، وسافر، ودبر تدبير الحرب، واستفتح الأعمال كلها، فإن ذلك كله محمود العاقبة، نافذ الروحانية، حسن الخاتمة، تام الزكاء والبركة. ومن ولد فيه ذكراً كان أو أثنى كان سعيد الجد، مستوراً صالحاً، ميموناً على والديه وأهل بيته، محموداً في الناس.